عندما عدت إلى مصر بعد خمس سنوات قضيتها في دولة الإمارات العربية المتحدة التحقت بمدرسة الشهيد عبد المنعم رياض الثانوية,وقد كان مجموع درجاتي بعد معادلته يؤهلني للإلتحاق بفصول الطلاب الفائقين,وهناك كثيرا ما كان أصدقائي الجدد يحدثونني عن صديق لهم كان معهم في المرحلة الإعدادية إلا أنه فضل -بعد ذلك-أن يلتحق بمدرسة السلام الثانوية ...كانوا يطلقون عليه اسم الأسطورة,فهو واحد من أوائل المحافظة في المرحلة الإعدادية,وأول الجمهورية في مسابقة المعلومات العامة,وفوق هذا كله هو شاب مجتهد محب للنشاط ومغرم بالصحافة,وعندما سألت عن اسمه كانوا يقولون لي )موافي....أحمد موافي).

بدأت أرسم في ذهني صورة لهذا الفتى الأسطورة...فتخيلته عملاقا؟,ضخم الجثة,صارم الملامح,وتمنيت يومها أن تتاح لي فرصة لألتقي بهذا الفتى وأتحدث معه ولو لمرة واحدة....إلا أن القدر كان له رأي اخر,فبينما كنت عائدا من المدرسة مع زميل لي,إذ اعترض طريقنا شخص يركب دراجة,ودار بينه وبين زميلي حديث عرفت في نهايته أن هذا الشخص هو الفتى(أحمد موافي)....سعدت جدا بهذا اللقاء, ومنذ تلك اللحظة بدأت علاقتي بصديقي أحمد موافي تتوطد شيئا فشيئا.
من اليمين..أنا وصديقي موافي خلال رحلتنا إلى منطقة الأهرامات الأثرية
ثم شاء الله –عز وجل-أن تزداد علاقتنا قوة,فقد فوجئت أن مجموع درجات صديقي أحمد موافي في الثانوية العامة هو نفس مجموع الدرجات التي حصلت عليها,والتحقنا سوية بكلية الطب جامعة أسيوط.....وهناك قضيت مع صديقي موافي أياما هي- و بدون مبالغة- من أسعد وأجمل أيام حياتي ,سواء كان ذلك في أثناء الدراسة أو في أثناء الرحلات التي كنا نقوم بها في إجازاتنا الصيفية

من اليمين....موافي وأنا في رحلة إلى مدينة الغردقة
من أهم الصفات التي وجدتها في صديقي العزيز موافي هي أنه شخص متسامح إلى أبعد الحدود فهو كثيرا ما يغفر لي زلاتي وحماقاتي...وهو شخص يقدس الصداقة ويجعلها فوق كل خلاف أو نزاع,شيء اخر لمسته في هذا الفتى هو أنه مازال يحتفظ بصفات ابن البلد فهو شخص خدوم يفزع لإغاثة كل لهفان ومساعدة كل صاحب حاجة.
من اليمين....أنا وصديقي موافي خلال رحلتنا إلى مكتبة الإسكندرية
موافي وهو يدخن الشيشة لأول مرة في منطقة الحسين بالقاهرة
من اليمين...أنا وموافي خلال رحلتنا إلى مدينة الفيوم

جزاك الله عني كل خير يا صديقي العزيز,وأدام الله صداقتنا على الخير,وأظلنا الله بظله يوم لا ظل إلا ظله
.
عمرو أبوالحسن
.